الدعم النفسى والدراسى للأطفال المصابين بسرطان الدم

سرطان الدم عند الأطفال | الدعم النفسى والدراسى والاجتماعى

سرطان الدم أو اللوكيميا هو نوع من أنواع السرطانات التي تصيب الدم وخلايا الجهاز المناعي، وهو يعد أحد أشكال الأمراض  الخطيرة التي تؤثر على صحة الأطفال.

وبالرغم من أن علاج سرطان الدم يتطلب الكثير من الجهد والصبر، إلا أن الدعم النفسي والدراسي اللازم للأطفال المصابين بهذا المرض يلعب دورًا مهمًا في تحسين نوعية حياتهم ورفع روحهم المعنوية خلال فترة العلاج. 

في هذا المقال، سنلقي الضوء على الدعم النفسي والدراسي الذي يحتاجه الأطفال المصابون بسرطان الدم، وكيف يمكن للمجتمع والأسرة والمدرسة أن يقدموا الدعم اللازم لهم لتحسين حالتهم النفسية والدراسية.

سرطان الدم عند الأطفال | الدعم النفسى والدراسى والاجتماعى


ما هو سرطان الدم للأطفال

سرطان الدم عند الأطفال Childhood leukemia هو مصطلح يشمل عدة أنواع من السرطانات التي تصيب الخلايا الدموية في جسم الطفل، وهي نادرة نسبياً وتشكل حوالي 1٪ فقط من حالات السرطان في الأطفال.

يمكن تقسيم سرطان الدم عند الأطفال إلى مجموعتين رئيسيتين: سرطان الدم الليمفاوي وسرطان الدم النخاعي.

يشمل سرطان الدم الليمفاوي اللوكيميا الحادة واللوكيميا المزمنة وسرطان اللمفاويات الغير هودجكيني، وينشأ من خلايا الدم الليمفاوية.

أما سرطان الدم النخاعي فيشمل سرطان النخاع العظمي والمتعلق بالعدائيات الليمفاوية والميلوما العظمي، وينشأ من خلايا نخاع العظام.

سرطان الدم الليمفاوي عند الأطفال

هو نوع من أنواع السرطان الذي يؤثر على الخلايا اللمفاوية في الجسم. ويشمل سرطان الدم الليمفاوي عند الأطفال عدة أنواع من السرطان، بما في ذلك اللمفوما الحادة واللمفوما الليمفاوية الحادة واللمفوما الليمفاوية الحادة المختلطة.

اعراض سرطان الدم عند الاطفال

يمكن أن تختلف الأعراض التي يعاني منها الأطفال المصابون بسرطان الدم وفقًا لنوع السرطان ومرحلته، ولكن تتضمن الأعراض الشائعة:

  1. فقدان الوزن غير المبرر والتعب والإرهاق المستمر.
  2. الحمى المتكررة والتعرق الليلي.
  3. ألم في العظام والمفاصل والعضلات.
  4. نزيف أو سهولة في النزيف.
  5. التهاب اللثة والأسنان.
  6. تورم في البطن أو الشحمة الليمفاوية.
  7. ضعف الجهاز المناعي والإصابة المتكررة بالعدوى.

يجب على الوالدين ملاحظة أي عرض غير طبيعي يعاني منه طفلهم والتوجه إلى الطبيب إذا كانت هناك أي مخاوف بشأن صحة الطفل.

كما يجب العلم أن هذه الأعراض يمكن أن تكون بسبب أمراض أخرى غير سرطان الدم ، لذلك يجب إجراء فحوصات وتحاليل دقيقة لتحديد التشخيص الصحيح ووصف العلاج اللازم.

أعراض سرطان الدم عند الأطفال بالصور

لا يمكن تقديم الأعراض بالصور لأنه لا يوجد أعراض محددة لسرطان الدم عند الأطفال، وعلى الرغم من أن هناك أعراض شائعة تشير إلى سرطان الدم، إلا أنه لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لتشخيص المرض.

كيفية تشخيص سرطان الدم عند الاطفال

تشخيص سرطان الدم عند الأطفال يشمل العديد من الاختبارات والإجراءات الطبية. وفيما يلي نظرة عامة على بعض الإجراءات التي يمكن أن يستخدمها الأطباء لتشخيص سرطان الدم عند الأطفال:

1. الفحص الطبي الشامل

يشمل هذا الفحص فحص الجسم بشكل عام وفحص العين والأذن والحنجرة والبطن والشرج والأعضاء التناسلية.

2. التحاليل المخبرية

تشمل التحاليل المخبرية فحص الدم وتحليل البول وفحص العينة الحيوانية.

3. فحص الصور الشعاعية

يستخدم الأشعة السينية والمسح المقطعي بالأشعة السينية والرنين المغناطيسي للحصول على صور للأعضاء الداخلية في الجسم.

4. البيوبسي

يتم في هذا الاختبار أخذ عينة من النسيج المصاب عن طريق إدخال إبرة رفيعة داخل الجسم.

5. التصوير الوظيفي

يستخدم الفحص الوظيفي اللاهوائي (PET) وفحص العظام (Bone Scan) وفحص الأشعة السينية المقطعية المحوسبة (CT Scan) لتحديد موقع ونطاق الورم.

6. تحديد الماركرات الورمية

يشمل ذلك تحليل بعض البروتينات والمركبات الكيميائية التي ينتجها الورم، ويمكن استخدامها للتأكد من وجود سرطان الدم ومراقبة تأثير العلاج.

يجب على الأطفال الذين يعانون من أعراض تشير إلى الإصابة بسرطان الدم، مثل الألم أو النزيف أو الكدمات الغير مفسرة، الاتصال بالطبيب لإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة للتأكد من التشخيص والعلاج المناسب.

هل سرطان الدم عند الأطفال خطير

نعم، سرطان الدم عند الأطفال هو مرض خطير ويعد أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا عند الأطفال. ومع ذلك، فإن نسبة الشفاء من سرطان الدم عند الأطفال تزداد بشكل كبير بفضل التقدم الطبي والعلمي والكشف المبكر وتوفير العلاج اللازم في الوقت المناسب.

متى يكون سرطان الدم مميت

تختلف نسبة البقاء على قيد الحياة في سرطان الدم بين الأطفال والبالغين وفقًا لعدة عوامل ، بما في ذلك نوع السرطان ومرحلته ونوع العلاج المستخدم والتزام المريض بالعلاج والحالة الصحية العامة للمريض.

ومع ذلك ، فإن نسبة البقاء على قيد الحياة لأطفال سرطان الدم قد تحسنت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. 

الاطفال المصابين بسرطان الدم والعدوى

يواجه الأطفال المصابين بسرطان الدم خطرًا أكبر للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة الذي ينتج عن العلاجات الكيماوية والإشعاعية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية. ومن العدوى الشائعة التي يمكن أن تؤثر على الأطفال المصابين بسرطان الدم:

التهاب الجهاز التنفسي العلوي

يمكن أن يسبب البرد والإنفلونزا التهاب الجهاز التنفسي العلوي، والذي يتسبب في السعال والعطس واحتقان الأنف.

التهاب الجهاز التنفسي السفلي

يمكن أن يسبب التهاب الرئة والتهاب القصبات الهوائية التهاب الجهاز التنفسي السفلي، والذي يتسبب في السعال وصعوبة التنفس.

التهاب المجاري البولية

يمكن أن يسبب التهاب المثانة والتهاب الكلية التهاب المجاري البولية، والذي يتسبب في الحمى والتبول المؤلم.

التهاب الجهاز الهضمي

يمكن أن يسبب التهاب المعدة والأمعاء التهاب الجهاز الهضمي، والذي يتسبب في الغثيان والقيء والإسهال.

لتجنب الإصابة بالعدوى، يجب على الأطفال المصابين بسرطان الدم اتباع إجراءات النظافة الشخصية الجيدة.

مثل غسل اليدين بانتظام، وتجنب الاتصال بالأشخاص المصابين بالأمراض المعدية، وتجنب الأماكن المزدحمة والمناطق التي يوجد بها العديد من الأشخاص.

ويجب تطبيق هذه الإجراءات الوقائية بشكل دائم لتجنب الإصابة بالعدوى وللمساعدة في تحسين دورة العلاج والنتائج الصحية للأطفال المصابين بسرطان الدم.

هل سرطان الدم عند الأطفال معدى

لا يمكن اعتبار سرطان الدم عند الأطفال معدى بالمعنى التقليدي للكلمة، أي أنه لا ينتقل من شخص إلى آخر بسهولة عن طريق الاتصال العادي أو الجسدي.

لا يمكن أن ينتقل سرطان الأطفال من طفل إلى طفل بالعدوى؛ سرطان الأطفال هو نوع من الأمراض السرطانية التي تحدث بسبب تحول خلايا الجسم إلى خلايا سرطانية، وهو ناتج عن عوامل وراثية أو بيئية أو عشوائية.

على الرغم من أن سرطان الأطفال لا ينتقل بالعدوى، إلا أن الأطفال المصابين بسرطان الدم يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالعدوى بسبب ضعف جهاز المناعة، وقد يتعرضون للعدوى بسهولة أكبر ولفترات أطول مما يحدث للأطفال الأصحاء.

علاج سرطان الدم عند الأطفال

يتم علاج سرطان الدم عند الأطفال بمجموعة من العلاجات المختلفة وفقًا لنوع السرطان ومرحلته وعمر الطفل وحالته الصحية العامة. وتشمل العلاجات الشائعة لسرطان الدم عند الأطفال:

العلاج الكيميائي

وهو يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية في الجسم باستخدام الأدوية الخاصة. ويتم إعطاء الأدوية عن طريق الوريد أو الفم ومن الممكن أن يتم تناولها في المنزل أو في المستشفى.

العلاج الإشعاعي

وهو يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية باستخدام الإشعاع، ويتم تنفيذه عادة باستخدام جهاز يسمى مجهر الإشعاع ويتم توجيه الإشعاع نحو المنطقة المصابة.

زرع الخلايا الجذعية

وهو يتضمن استخدام خلايا جذعية لإنتاج خلايا دم جديدة بعد تدمير الخلايا السرطانية، وتتم إزالة الخلايا الجذعية من الجسم وتخزينها.

ثم يتم إعطاء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية، ثم يتم زرع الخلايا الجذعية المخزنة في الجسم.

العلاج الجراحي

وهو يتضمن إزالة الأورام السرطانية في الجسم عن طريق الجراحة، ويتم استخدام العلاج الجراحي عادة لإزالة الأورام الكبيرة التي لا يمكن التحكم بها بواسطة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

بجانب العلاج الطبي اللازم، يحتاج الطفل المصاب بسرطان الدم إلى الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي لمساعدته على التغلب على المضاعفات النفسية والاجتماعية الناتجة عن المرض والعلاج. 

ويجب أن يتم التعاون مع الفريق الطبي والالتزام بالعلاجات اللازمة بانتظام لتحسين فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة.

المضاعفات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تواجه الأطفال المصابون بسرطان الدم

يمكن للأطفال المصابين بسرطان الدم أن يواجهوا عددًا من المضاعفات النفسية والاجتماعية، ومنها:

  • الشعور بالقلق والاكتئاب بسبب المرض والعلاجات اللازمة والتغييرات في حياتهم اليومية.
  • الشعور بالعزلة الاجتماعية بسبب عدم القدرة على الخروج من المنزل بسبب العلاجات اللازمة أو الضعف النسبي في جهاز المناعة.
  • يمكن أن يؤثر العلاج اللازم لسرطان الدم على مستوى التعليم والتأخر الدراسي للأطفال.
  • يمكن أن يشعر الأطفال المصابون بسرطان الدم بالتغييرات الجسدية والنفسية التي يمر بها جسمهم بسبب العلاجات اللازمة ويمكن أن يؤثر ذلك على تصورهم عن الذات والثقة بالنفس.
  • الشعور بالضعف النفسي بسبب العلاجات اللازمة وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
  • الشعور بالضغط النفسي بسبب العلاجات اللازمة والمسؤولية الإضافية للعناية بالطفل المصاب.

ولذا من المهم توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للأطفال المصابين بسرطان الدم وأفراد أسرهم لمساعدتهم على التغلب على المضاعفات النفسية والاجتماعية الناتجة عن المرض والعلاج. 

هل يمكن للأطفال المصابين بسرطان الدم العودة إلى المدرسة

يمكن للأطفال المصابين بسرطان الدم العودة إلى المدرسة بعد التعافي والاستقرار الصحي. ومن المهم أن يتم توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة للأطفال المصابين بسرطان الدم لتحسين فرص نجاحهم الأكاديمي والاجتماعي.

يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع بعض الممارسات الجيدة، مثل:

  • يجب أن يتم التواصل بين أولياء الأمور والمعلمين والمستشفى الذي يتلقى فيه الطفل العلاج لتوفير الدعم اللازم للطفل في المدرسة.
  • يجب توفير الدعم والمساعدة الأكاديمية اللازمة للطفل للمساعدة على تعويض التأخر الدراسي الناتج عن العلاج.
  • يجب أن يتم توفير بيئة مدرسية آمنة ونظيفة للأطفال المصابين بسرطان الدم لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
  • يجب أن يتم مراعاة الحاجات الخاصة للطفل المصاب بسرطان الدم وتوفير الدعم اللازم له في المدرسة.
  • يجب أن يتم التعاون مع فريق العلاج لتحديد الأوقات المناسبة للحضور في المدرسة وتوفير الدعم الطبي اللازم في حالة الحاجة.
  • من المهم أن يتم إدارة العودة إلى المدرسة بحذر وعناية لتقليل فرص الإصابة بالعدوى وتوفير الدعم اللازم للأطفال المصابين بسرطان الدم.

الدعم النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم في المدرسة

يمكن توفير الدعم النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم في المدرسة؛ فالأطفال المصابين بسرطان الدم يمرون بتجربة صعبة ومرهقة جسديًا ونفسيًا، ويحتاجون إلى الدعم النفسي لتحسين حالتهم النفسية وتعزيز رفاهيتهم العامة.

ويمكن توفير الدعم النفسي في المدرسة من خلال الخطوات التالية:

توفير مستشار مدرسي

يمكن توظيف مستشار مدرسي لتوفير الدعم النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم في المدرسة. ويمكن للمستشار المدرسي تقديم النصح والإرشاد والدعم النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم وعائلاتهم.

توفير مجموعات الدعم

يمكن إنشاء مجموعات الدعم في المدرسة للأطفال المصابين بسرطان الدم وذويهم لتبادل الخبرات والدعم المتبادل.

توفير الإرشاد النفسي 

يمكن توفير الإرشاد النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم وعائلاتهم للمساعدة في تحسين صحتهم النفسية والتعامل مع التحديات النفسية المرتبطة بالمرض.

توفير النشاطات الترفيهية

يمكن توفير النشاطات الترفيهية والأنشطة في المدرسة للأطفال المصابين بسرطان الدم لتعزيز رفاهيتهم العامة والتخفيف من الضغط النفسي.

توفير الدعم من المعلمين

يمكن تدريب المعلمين على كيفية تقديم الدعم النفسي للأطفال المصابين بسرطان الدم وتوفير بيئة مدرسية داعمة ومريحة لهم.

الأنشطة التى يمكن أن تشارك فيها أطفال سرطان الدم

يمكن للأطفال المصابين بسرطان الدم المشاركة في العديد من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والتعليمية التي تساعدهم على الشعور بالانتماء والمشاركة في المجتمع رغم الإصابة بالمرض، ومن هذه الأنشطة:

  1. المشاركة في الأنشطة البدنية المناسبة لحالتهم الصحية والمستوى البدني، مثل السباحة والمشي واليوغا والتمارين الخفيفة.
  2. الفنون والحرف اليدوية، مثل الرسم والتصوير الفوتوغرافي والخياطة والتطريز والخزف.
  3. الأنشطة التعليمية لتعزيز مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية، مثل القراءة والكتابة والحساب والأنشطة العلمية والتجارب.
  4. الترفيهية المناسبة لعمرهم ومستوى صحتهم، مثل الأفلام والألعاب والمسابقات والحفلات الخيرية.
  5. الأنشطة الاجتماعية لتعزيز العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، مثل الحفلات والاجتماعات والرحلات الخارجية.

كما يجب على الأطفال المصابين بسرطان الدم الحصول على موافقة الطبيب المعالج قبل المشاركة في أي نشاط، ويجب توفير الرعاية الصحية اللازمة والمتابعة الدورية لحالتهم الصحية أثناء المشاركة في أي نشاط.

خاتمة

فى النهاية عزيزى القارئ، يجب على الوالدين الاهتمام بأي تغيرات في صحة طفلهم والتوجه إلى الطبيب إذا كان هناك أي مخاوف بشأن صحة الطفل. 

ويجب العلم أن سرطان الدم عند الأطفال يمكن علاجه بنجاح في حالة الكشف المبكر ومنح العلاج اللازم في الوقت المناسب.


مصادر تم الرجوع إليها فى كتابة المقال:

مؤسسة السرطان الأمريكية  https://www.cancer.org

مركز السرطان التابع للمعهد الوطني للصحة الأمريكي https://www.cancer.gov

مؤسسة السرطان البريطانية https://www.cancerresearchuk.org

مؤسسة سرطان الدم والأورام اللمفية   https://bloodcancer.org.uk

مؤسسة Kids Cancer Care في كندا، https://www.kidscancercare.ab.ca

تعليقات

المشاركات الشائعة