الإعاقة الحركية عند الأطفال

 

 يتكونا الجهاز الحركى أساساً من المخ والنخاع الشوكي والأعصاب والعضلات والمفاصل، وعندما يتأثر هذا الجهاز الحركي بمرض أو إصابة شديدة في أي من أعضائه أو أجزائه قد يفقد القدرة على أداء وظائفه.

وهذا ما نسميه خللاً في الوظيفة أو في التركيب، فمن أمثلة الخلل الوظيفـي ضـعف قوة العضلات، ومن أمثلة الخلـل فـي التركيب حدوث بتـر فـي الأعضاء.


الإعاقة الحركية


وعندما يكون هذا الخلل شديداً فإن الإنسان قد يجد صعوبة في أداء بعض الوظائف الحركية التي يؤديها الجسم السليم، هذه الصعوبة في الحركة هي الإعاقة الحركية، ومن أهم الوظائف الحركية التي تتأثر بهذه الصعوبة:

1- التنقل من وضع إلى آخر ومكان إلى آخر مثل النهوض والمشى.

2- الاحتفاظ بوضع معين والاتزان فيه مثل الجلوس والوقوف.

3- اللعب باستخدام اليدين أو الساقين.

4- التعلم باستكشاف الأشياء أو بالكتابة.

5- العمل الذي يعتمد على استخدام اليدين.

6- التواصل بالكتابة أو بالكلام الذي يعتمد على اللسان والشفاه وغيرها من الأجزاء المتحركة من جهاز الكلام.

أسباب الإعاقة الحركية

كما ذكرنا من قبل فإن أي مرض أو إصابة تؤثر على أجزاء الجهاز الحركي سواء في مرحلة تطوره و نضجه أو بعد تمـام نمـوه قد تؤدى إلى حدوث إعاقة حركية، وسنذكر بعض الأمثلة لهذه الأسباب :

الأمراض الوراثية:

بعض الأنواع من ضمور العضلات تورث من الأم الحامل إلى أبنائها الذكور فقط، لذلك ننصح بعمل تحليل وراثي للبنات، وبعض أنواع مرض خلايا النخاع الشوكي تنتقل كصفة وراثية متنحية تظهر في نسبة قليلة من الأبناء خاصة عند زواج الأقارب.

أسباب أثناء الحمل:

وذلك مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية أو تعرضها للإشعاع أو استعمال الأدوية وكذلك السموم التي قد تؤدى إلى حدوث حالات شلل دماغي.

أسباب أثناء الولادة:

مثل نقص الأكسجين الذي يصل إلى مخ المولود نتيجة لتعسر الولادة أو التفاف الحبل السري حول الرقبة، وحالات ملخ الولادة التي يحدث فيها شلل بالذراع نتيجة جذبه بشدة أثناء الولادة.

أسباب بعد الولادة:

من تعرض الطفل للإصابة بمرض شلل الأطفال أو الحمى المخية أو الحوادث التي تصيب الأطراف أو العمود الفقري.

العيوب الخلقـيـة:

والتـي قد يـولـد بـهـا المـولـود دون أن تكـون مـرتبطة بأسباب وراثية، كالتشوهات الخلقية بالأطراف ووجود كيس بالنخاع الشوكي.

كل هذه الأسباب كما هو واضح تحدث في أوقات مختلفة من حياة الإنسان وتؤثر على مناطق وأجزاء مختلفة من الجهاز الحركي.

وتكون لها بالتالي مظاهر مختلفة وآثار متباينة في الشدة والشكل على الشخص المعوق حركياً. لكن مع اختلاف مظاهر الإعاقة الحركية هل هناك بعض هذه المظاهر يمكن للأم أن تلاحظها فتكتشف المشكلة مبكرا و تستطيع اللجوء للمختص في أسرع وقت؟

بالتأكيد.. إننا نعتمد على الأم بشكل أساسي في الاكتشاف المبكر، فبالنسبة للحالات التي تحدث بعد الولادة فإن أهم ما نلاحظه هو حدوث انتكاسة حركة الطفل كالجلوس والوقوف والمشي.

كأن يتوقف عن المشي أو تقل قدرته على صعود أو نزول السلم أو أن يتوقف تطوره الحركي فترة طويلة.

فلا يستطيع اكتساب مهارات حركية جديدة مع الوقت، وقد يحدث هذا بشكل تدريجي أو بشكل مفاجئ وسريع.

أما الحالات التي تحدث قبل أو أثناء الولادة فيمكننا خلال الأيام أو الأسابيع أو الشهور الأولى من حياة الطفل ملاحظة بعض مظاهرها :

- أن يكون الطفل خاملاً قليل الحركة بدرجة ملحوظة.

- أن يكون جسمه متقلصاً بشكل زائد أو مرتخياً بشكل زائد.

- أن يكون دائما في وضع غير متماثل و يعجز أن يتخذ وضعاً متماثلاً أن يعاني من صعوبات في الرضاعة (لا يستطيع المص أو البلع).

- أن يكون تطوره الحركي بطيئا مقارنة بمن هم في مثل سنه أو مقارنة بقائمة التطور الطبيعي المرفقة بهذا الكتاب.

- أن تظهر عليه تشنجات أو حركات لا إرادية.

كل هذه المظاهر وغيرها تجعلنا نتخذ جانب الحذر ونستشير المتخصصين لفحص الطفل وتشخیص حالته.

وتقديم النصح والمشورة فيما يختص بما يجب أن نقوم به من أساليب العلاج أو برامج التدريب اللازمة، والتي تختلف من طفل إلى آخر تبعا لاختلاف السبب و شدة الحالة والصعوبات الحركية التي يعاني منها.

كيفية التعامل بعد اكتشاف أن الطفل مصاب بإعاقة حركية

من الضروري بالطبع اللجوء إلى الأطباء المتخصصين لفحص الطفل وتشخیص حالته وتوصيف العلاج اللازم وتقدير قدراته المختلفة ووضع برامج التدريب المفيدة له.

وهذه البرامج تختلف بالطبع من طفل إلى طفل تبعاً لاختلاف سبب الإعاقة وشدتها والصعوبات الحركية التي يعاني منها.

على الأسرة هنا دور مهم في الإسراع باللجوء إلى المتخصصين، والتعاون المستمر في تنفيذ برامج التدريب وإجراءات العلاج، ثم المتابعة المنتظمة للتأكد من استمرار السير في الطريق السليم.

وبالرغم من أهمية تدخل المختصين في تشخيص حالات الأطفال الذين لديهم إعاقة حركية ووضع وتنفيذ البرامج المناسبة لتدريبهم أو تعليمهم أو تأهيلهم.

هل هناك دور للأسرة أو الأم بصفة خاصة في هذا الشأن؟

دور الأسرة والأم بصفة خاصة دور مهم للغاية ونحن نعتمد عليه بدرجة كبيرة، عن طريق اتباع إرشادات بسيطة تستطيع الأم أن تشارك بها في تقييم طفلها وأن تعرف ماذا نفعل وماذا نستطيع أن نقوم به، وإلى أي درجة وبأي أسلوب، وما لا يمكن القيام به.

وذلك بملاحظتها له أثناء علاقتها المستمرة معه ورعايتها الدائمة له، كما أنها تستطيع أن تشارك في تنفيذ البرامج اللازمة له و تساعد في تدريبه وتعليمه وتنمية قدراته ومهاراته، ويمكن توضيح ذلك عن طريق بعض الأمثلة :

- تستطيع الأم أن تعرف أن طفلها لا يستطيع أن يرفع رأسه لأعلى أو يستند على ساعديه عندما يكون راقداً على بطنه أو أنه لا يتحمل البقاء في وضع الرقود على البطن لوقت قليل جدا.

وذلك بملاحظتها له عندما تضعه على بطنه أثناء ملاعبته أو تنظيفه.

وتستطيع الأم بعد ذلك أن تبدأ بتعويد طفلها على البقاء في وضع الرقود على البطن وذلك بمحاولة اتباع هذه الخطوات :

* تعويد الطفل على أن يحبو وهو مستند على بطنه وصدره مع التربيت على الظهر.

* الاقتراب بوضع حمل الطفل من الوضع الرأسي إلى وضع الرقود على البطن بإمالته تدريجياً.

* وضع الطفل على ساقي الأم على بطـنـه مـع التربيت عليه وشغله بمتابعة لعبة أو تليفزيون.. مع سند رأسه بيد الأم إذا لزم الأمر.

* وضع مخدة صغيرة تحـت صـدر الطفل ليكون رأسه مرفوعا عن الأرض ثم سحب الذراعين للأمام وسند الطفل بحيث يستند على الساعدين.

* تقليل إسنادنا للطفل تدريجياً ليحمل وزنه على ساعديه بالكامل.

* تنبيه السمع والبصر ليحاول الطفل متابعة جسماً متحرك أو مصدر للصوت بتحريك رأسه في الاتجاهات المختلفة.

* تستطيع الأم أن تعرف أن طفلها لا يستطيع أن يمد يده ليصل إلى الأشياء المختلفة الإمساك بها بسهولة وذلك بملاحظته أثناء لعبه باللعب المختلفة.

- وتستطيع الأم بعد ذلك تدريب طفلها على استخدام اليدين باتباع الخطوات التالية:

* ملاعبة الطفل بإمساك يديه وذراعيه وفتحها وتحريكها في الاتجاهات المختلفة لتدعيم إحساسه بها.

* لمس اليدين من راحتيهما وظهرهما بأشياء مختلفة الملمس ووضع أجسام مختلفة الحجم داخلها.

* تعليق ألعاب مختلفة في مجال نظر الطفل وجذب انتباهه لها وتشجیعه ومساعدته يدوياً لمد ذراعيه تجاهها بتقريبها منه ولمسه بها (شخشيخة - بالون ملون..الخ) القيام بكل ما سبق في أوضاع مختلفة ( الجلوس - الرقود على البطن - على الظهر على الجنب - الوقوف) و اختيار أنسب الأوضاع لتسهيل حركة الذراعين وربطها بالتنبيه الحسي (أي كل الحواس) المناسب.

* تدريب اليد على الإمساك بأشياء مختلفة صلبة ولينة، أسطوانية و كروية، صغيرة و كبيرة.

* التدريب على أداء حركات مختلفة مثل الشـد والدفع، وضع أشياء في إناء، إمساك ترك، لقف و قذف.

* تدريب استخدام اليدين معا بإمساك أجسام كبيرة أو طويلة أو تركيب أو خلع أجزاء من بعضها.

* تدريب استخدام اليدين في حركات وظيفية مثل أنشطة الحياة اليومية المختلفة.

نصائح وإرشادات لأمهات الأطفال ذوى الإعاقة الحركية:

هناك مبادئ وإرشادات عامـة يساعد اتباعها ولا شـك علـى تطـور الطفل ذي الإعاقة الحركية بأفضل شكل ممكن، وأهم هذه الإرشادات :

1- يتعرض الطفل ذو الإعاقة الحركية للسقوط أو الاصطدام بما حوله أكثر من الطفل العادي لأن لديه صعوبة في الحركة،

ومن ثم يجب حمايته بالقدر المناسب فلا يترك واقفا دون سند، أو راقدا على السرير معرضا للوقوع،

ويفضل أن يحاط بأشياء لينة كالمخدات أو المراتب الإسفنجية و أن تبعد عنه قطع الأثاث حادة الزواياً وغير ذلك من الاحتياطات تبعا لقدراته الحركية.

2- لابد من تغيير وضع الطفل مرات عديدة طوال اليوم، كما لابد أن نعمل على تحريك مفاصل الطفل برفق عدة مرات يومياً؛ وذلك لمنـع تيبـس هذه المفاصل أو تشوهها.

3- من الضروري الاهتمام بالصحة العامة للطفل وتغذيته ونظافته الشخصية؛ نظراً للأهمية القصوى لهذه الأمور ونظراً لصعوبة قيام الطفل بها على الوجه الأكمل.

4- يجب تشجيع ومساعدة الطفل وتدريبه على القيام بوظائفه الحركية قدر الإمكان و من أمثلة ذلك:

- تغيير وضعه بالتقلب والقيام للجلوس والوقوف.

- الانتقال من مكان إلى آخر بالتقلب أو الزحف أو الحبو أو المشي ثم التسلق و صعود ونزول السلالم.

- اللعب بألعاب مختلفة تنمى قدراته الحركية الدقيقة لليدين وقدراته الحركية الكبيرة كالمشي والجري.

- القيام بأنشطة الرعاية الذاتية كالأكل والشرب والنظافة الشخصية واللبس وغيرها.

- اكتشاف البيئة المحيطة به في المنزل وخارجه.

- لابد من تشجيع الطفل على التعلم والمعرفة وعلى التواصل مع الآخرين واكتساب العادات السلوكية السليمة.

- من الضروري أن نساعد الطفل في اكتشاف أسهل الطرق التي تتناسب مع أداء هذه الوظائف المختلفة وأن نعمل على تسهيل المهام الصعبة ليتمكن من أدائها.


الكلمات الدلالية:

الاعاقة الحركية   رسائل ماجستير   أنواع   pdf  كتاب   الاعاقه الحركيه  بحث عن   مع المراجع  تحميل كتب   علاج الإعاقة الحركية  دراسات سابقة   أسباب الإعاقة الحركية   كتاب الشلل الدماغي والاعاقة الحركية  ذوي الاعاقة الحركية  مشاكل   الاعاقة الحركية والشلل   الدماغي الإعاقة الحركية الدماغية


 

تعليقات

المشاركات الشائعة