قضايا ذوى الاحتياجات الخاصة

 

قضايا الاعاقة


بقلم الأستاذ الدكتور: محمد حسن غانم

أستاذ علم النفس الإكلينكى بكلية الآداب جامعة حلوان

مقدمة:

إن من يتعرض لذوي الاحتياجات الخاصة يواجه جملة من القضايا التي سوف نحاول في هذه الورقة طرحها، وهي قضايا تثير من التساؤلات أكثر مما تثير من الإجابة.

القضية الأولى: هل يوجد تعريف واحد متفق عليه لهذه الفئة؟

واقع الأمر أنه مع التطور التاريخي قد ظهرت العديد من التعريفات مثل:

- المقعدين

- أصحاب العاهات

- العاجز

- المعاق

- ذوي الاحتياجات الخاصة

- مصطلح التربية الخاصة

- متحدو الإعاقة

- إمكانية استخدام مصطلح يشير إلى نوع الإعاقة ووصف الشخص العادي به كأن نقول له: يا أخرس أو يا أعمى أو يا أعرج ...إلخ.

وحتى لو اتفق العلماء على استخدام مصطلح واحد فهل تضمن استخدام نفس هذا المصطلح لدى الأفراد العاديين الذين يتعاملون مع هذه الفئة؟!

وحتى لو تم استخدام مصطلح واحد فأن ذلك سوف يستغرق وقت طويلاً.

القضية الثانية: أعداد ذوي الفئات الخاصة

ونطرح في هذه القضية تساؤل خلاصة: هل توجد إحصاءات تحدد إعداد هذه الفئة؟

واقع الأمر أننا نجد تضارب في الإعداد وفقاً للجهة التي تصدر هذه الإحصاءات ويعود ذلك إلى عديد من الأمور.. وإذا كانت مؤخراً منظمة الصحة العالمية قد قدرت العدد بنسبة 15% من جملة السكان فيجب الأخذ في الاعتبار أن تقدير الإعداد يتوقف على العديد من العوامل أهمها طبيعة المجتم ومدى الخدمات التي تقدم في هذا المجتمع لهذه الفئة والفئات الأخرى.

لماذا نذكر أن عدم وجود إحصاءات يشير إلى مشكلة؟

لأن وجود إحصاءات صحيحة أو حتى قريبة من الصحة يؤدى إلى تحديد هذه الفئة والانطلاق في تقديم الخدمات المختلفة المناسبة لهذه الفئة .. وأن التضارب في الإعداد لا يؤدى إلى تقديم اخدمة بالصورة العلمية السليمة.

القضية الثالثة: هل نعرف طبيعة أعداد كل فئة من فئات الإعاقة؟

ونطرح في هذه القضية تساؤل خلاصة: هل المعاقين فئة واحدة أم عدة فئات؟

واقع الأمر أنه قد تم تصنيف المعاقين إلى الفئات الآتية:

- الإعاقة العقلية.

- الإعاقة السمعية.

- الإعاقة البصرية.

- الإعاقات الجسمية والصحية.

- اضطرابات السلوك.

- اضطرابات: التواصل.

- التوحد.

- صعوبات التعلم.

- الموهبة/ أو المتفوقون.

- صعوبات أو إعاقات أخرى مثل متلازمة داون.

ما هو المطلوب:

- معرفة أعداد كل فئة.

- لأن معرفة الأعداد يؤدى لى تقديم خدمات.

- لأن معرفة الأعداد يؤدى إلى رسم سياسات للتعامل مع كل فئة من هذه الفئات.

القضية الرابعة: ما هي الاتجاهات المختلفة تجاه هذه الفئات من الإعاقة أو الإعاقة بصفة عامة؟

أن الدراسات القليلة التي أجريت على الاتجاهات أو الموقف م المعاقين بصفة عامة كانت في غالبيتها سلبية خاصة أن غالبية هذه الدراسات قد جاءت من نتائج تطبيق الاختبار على عينات من طلاب الجامعة. مثل:

- أنه لا يمكن علاجهم.

- أن الإعاقة غضب من الله.

- الإعاقة عار يلاحق الأسرة.

- قد تسبب الإعاقة في (عدم زواج أو أن يقبل الآخر بالزواج من أشقاء أو شقيقات) هذا المعاق.

ولذا لا عجب أن ند حتى الآن خاصة في صعيد مصر من يرفض أن يظهر المعاق أو يعرفه الآخرون حتى لا تطارده اللعنة.

كيف نعمل على تغيير هذه الاتجاهات السلبية؟

تم تحديد جملة من الحقوق لجميع المعاقين لا تخرج عن هذه الحقوق الأربعة وهي:

1- تعليم مناسب ومجاني.

2- إحالة إلى البيئة الأقل تقييداً.

3- التزود بالوسائل والخدمات المساعدة.

4- تقييم عادل للحاجات التعليمية.

إضافة إلى إلزام القانون بوجود استراتيجيات وعوامل تساهم في نجاح برامج التربية الخاصة مثل:

- شمولية الخدمات.

- تذليل كافة العقبات.

- الدمج من خلال مجموعة من الإجراءات تعمل عل زيادة فرص المشاركة إلى أقصى حد ممكن في الحياة الثقافية والاجتماعية وكذا الإدماج التعليمي.

- ضرورة توفير مهنة للمعاق عن طريق:

‌أ. التعليم.

‌ب. التدريب.

‌ج. التأهيل.

لكن هل هذه الحقوق يتم تفعيلها في ارض الواقع؟.

القضية الخامسة: هل توجد حقوق لأسر الفرد ذو الاحتياجات الخاصة؟

مهم جداً أن يلم الآباء بطبيعة إعاقة الابن وتقديم خدمات إرشادية ووقائية بل وعلاجية لهم وابسط هذه الحقوق أعلامهم بالجهات التي من الممكن أن تقديم لهم خدمات بل وأعلامهم أيضاً:

- بالأخصائيين المفترض أن يتعاملوا معهم.

- طبيعة البرامج التي تقدم لأبنائهم.

- السياسة التعليمية والمناهج والوسائل.

- طبيعة الدمج وأسباب ذلك.

وغيرها من القرارات حتى يشارك الآباء بفاعلية في النجاح مثل هذه البرامج.

فهل كل ما سبق متاح في أض الواقع من خلال وجود آليات معينة للتعامل مع أسر وآباء المعاقين؟

القضية السادسة: هل توجد مؤسسات خاصة بكل فئة تستوعب المعاقين وتقدم لهم الخدمات المناسبة لهم؟

مثال: معاق عقلياً في هذه الحالة يجب:

- تطبيق اختبارات ذكاء لتحديد نوع الإعاقة ودرجتها.

- إعداد برامج ما قبل المدرسة تهدف إلى إعداد وتأهيل الطفل المعاق ذهنياً للمرحلة الابتدائية من خلال تنمية مهارات الطفل في العديد من المجالات مثل:

* التوافق مع البيئة.

* إدراك الخواص الحسية للأشياء الموجودة في البيئة (الطعم/ اللوان/ الرائحة/ البرودة ..إلخ)

* اكتساب الحقائق والمهارات من خلال الخبرات الحسية.

 * تنمية قدر من التكامل بين المجالين الحسي واللمس.

*ممارسة بعض الأنشطة العقلية البسيطة.

وغيرها من مصادر الخدمات والتعليم والوسائل والمناهج والتأهيل الذي يجب أن يقوم للمعاق حتى يجتاز إعاقته أو لا تتفاقم وكذا يخفف العبء عن أسرته، فهل توجد في الواقع الفعلي مثل هذه الخدمات؟

القضية السابعة: هل توجد خدمات علاجية تقدم لكل فئة من فئات الإعاقة ؟

القضية الثامنة: هل توجد خدمات إرشادية تقدم للشخص المعاق وكذا أسرته ؟

القضية التاسعة: هل توجد برامج لتفعيل الوقاية حتى لا يقع الفرد في الإعاقة .. وهل مثل هذه البرامج يتم تفعليها في ارض الواقع ؟

القضية العاشر: هل توجد معايير تشخيص موحدة ومتفق عليها لكل فئة من فئات الإعاقة؟

خاصة وأن لكل فئة من فئات الإعاقة تصنيفات متعددة.

مثال: المعاق ذهنياً يصنف كالآتي:

1-    تصنيف تربوى (قابل للتعلم – غير قابل للتعلم )

2-    تصنيف طبى

3-    تصنيف نفسى (إعاقة ذهنية بسيطة أو متوسطة أو حادة أو عميقة ..)

4-    تصنيف اجتماعى

         

ونكتفي بأثارة هذه القضايا العشر

الكلمات الدلالية :

قضايا  ذوى الاحتياجات الخاصة    تعداد ذوى الإعاقة    أسر ذوى الإعاقة   مؤسسات الرعاية    الخدمات العلاجية   الأرشاد الأسرى    مشكلات  ذوى الاحتياجات الخاصة

                                                             

تعليقات

المشاركات الشائعة