الحلقة رقم 9 التوحد والأوميجا 3 ؟! للأستاذ الدكتور إيهاب رجائى



سلسلة تحطيم أصنام التوحد
الحلقة رقم 9 التوحد والأوميجا 3 ؟!
بقلم / الأستاذ الدكتور : إيهاب رجائى
أستاذ الوراثة الإكلينيكية
استشارى المخ والأعصاب للأطفال
وذوى الاحتياجات الخاصة بالمركز القومى للبحوث

يوجد إقبال غير طبيعى على مستحضر الأوميجا على مستوى العالم العربى ؛ وذلك نتيجة ترويج تجارى عالى جداً ، ومن وجهة نظرى أن بعض السادة الأطباء هم السبب فى ذلك ؛ حيث يسوقون أن مستحضر الأوميجا هذا مستحضر خرافى وله نتائج رهيبة ! على ذوى التوحد ومفرطى الحركة والمتأخرين فى الكلام ، وفى الواقع هذا ليس بحقيقة ، ولقدثبتت الأبحاث  ذلك .
ونحن نقول أنه من الأفضل أن نأخذه من مصادرة الطبيعية مثل زيت الزيتون وزيت بذر الكتان ، ومن المؤسف أن نجد أن مصنعى هذا المستحضر  قد جمعوا زيت الزيتون وبذر الكتان  وزيت الأوميجا ووضعوا معهم مواد صناعية  - وهذا يعد بمثابة السم فى العسل - ويكون بنكهة الخوخ أو المانجو ولا ندرى إن كانت هذه النكهات طبيعية أم لا وما هو مصدرها ؟ّ 
ولكن من الأفضل تناول المكسرات الطبيعية بجميع أنواعها ويفضل ألا تكون محمصة وأن نضع زيت الزيتون وبذر الكتان على الطعام وكذا تناول البقوليات وخاصة الفاصوليا ، وإذا كانت نتيجة تحليل المعادن للطفل تشير على عدم وجود ذئبق يمكن تناول السردين والسالمون والتونة ؛ وهذه كلها تعد مصادر جيدة للأوميجا .
أريد أنبه لما يحدث على الساحة من الوله والشغف والتعلق بالسائل السحرى أو الأوميجا 3 ! وهو فى الواقع ليس كذلك ، ومن المؤسف أن نجد أنه قد لا تخلو روشتة طبيب من أى نوع من أنواع الأوميجا .
مرة اخرى أوكد أن تجارة المكملات الغذائية وزيوت الأوميجا تجارة رهيبة وكل يوم نجد عشرات المسميات والاختراعات ، منذ أيام قليلة  كنت فى مناظرة اكلينيكية اون لاين ، حيث قام أحد الأباء بشراء منتج أوميجا من المملكة العربية السعودية وبتكلفة عالية جداً ،وقد وجدت أن المستحضر يحتوى على نسبة عالية جداً من مستخلص فول الصويا .
ومن المعروف أن فول الصويا يحتوى على نسبة كبيرة جداً من الهرمونات الانثوية (الإستروجين) ، هذا الأب لديه طفل متأخر فى الكلام وقد سمع مثل الاخرين عن الأوميجا ،
وقد نصحته ألا يعطى ابنه مثل هذه المستحضرات والتى تحتوى على نسبة كبيرة من هرومونات الإنوثة وهو ذكر ؛ لأنه قد يحدث تغيرات فى الصوت أو التثدى (كبر حجم الثدى مثل النساء) أو عدم نمو الشعر نتيجة لطغيان الهرمون الانثوى  وغيرها .
النقطة الخطيرة التى أريد أن أتناولها وهى  وجود أوميجا 3 بزيت الحشيش ! نعم بزيت الحشيش ! حيث يروج البعض الان عن الاستخدام الطبى لزيت الحشيش ،
رغم أنه مازال يستخدم فقط فى التجارب المعملية  على فئران وحيوانات التجارب فى الدول المتقدمة ، ومن المؤسف أن نجد بعض العباقرة العرب الذين يقومون بعمل منتج يجمع بين الأوميجا والحشيش وهذا هراء !
فكيف أعطيه لأطفال وهو  مازال فى مرحلة التجربة ؟!
إذاً أصبح لدينا ثلاث منتجات فى منتهى الخطورة الأول أوميجا 3 بزيت الحشيش ، والثانى أوميجا 3 بفول الصويا ، والثالث دواء sul omate "سول أوميت" والذى يحتوى على زيت كبد الحوت وزيت الزيتون وزيت بذر الكتان بالإضافة إلى نكهات الله اعلم بها !
أيضاً من الخطورة وضع الثلاثة زيوت فى جرعة واحدة  مركزة ، والجدير بالذكر أن الأعراض السلبية للأوميجا 3  هى : فرط الحركة وزيادة النشاط الكهربى - وخاصة ممن لديهم قابلية لذلك - والشراهة الشديدة فى الأكل ورفع إنزيمات الكبد ؛ ولذا كيف أضع ثلاثة مصادر للأوميجا بالإضافة إلى مادة صناعية  فى منتج واحد ؟!
وفى المقابل أهيب بالناس الذى ترغب فى الأوميجا أن تعتمد على المكسرات الطبيعية وخاصة غير المحمصة حتى نضمن نقاء الزيوت التى بداخلها وأكبر قدر من الإستفادة وأن نضع زيت زيتون على الطعام وغيرها من المصادر الطبيعية الغنية بالأوميجا .
فمن الافضل أن نحصل علي الأوميجا 3 من مصادر غذائية متنوعة وعلى فترات مختلفة وليس فى شكل جرعات صناعية مركزة .
وأريد أن أوكد أيضاً أن الجوز (عين الجمل) والكاجو والفستق من المكسرات الغنية بالأوميجا  ، وفيما يتعلق بالزيوت فلدينا ثلاثة عناصر أيضا هى : زيت الزيتون وزيت بذر الكتان وزيت السمسم ، وفيما يتعلق بالبقوليات فعلى رأسها الفاصوليا ، أما عن المأكولات البحرية فيوجد التونة والسالمون والسردين الماكرين وهم يحتوون عن نسب عالية من الأوميجا 3 ولكن شريطة الأ يكون الطفل لديه مشكلة فى الذئبق .
وكيف نتأكد من ذلك ؟ من خلال تحليل الذئبق ، ولكن عن طريق الشعر وليس عن طريق الدم كما يقوم بذلك معظم الأطباء أو المعامل  !
فى النهاية أريد أن استطرد فى بند مهم جداً وهو الإعتقاد ! فطوال الوقت تقوم الشركات بالإلحاح على الأطباء ، والأطباء يوهمون الأهالى بأن الأوميجا 3 مركب سحرى جبار يحسن وظائف المخ والذاكرة والكلام الخ ...
 ولدينا قاعدة فى المجال الطبى تقوم على أساس أنه إذا أفُترض أو زُعم أن هناك تحسن فيجب أن أقوم بتجارب عملية ، مع الاعتماد على التدقيق الإحصائى من خلال احضار مجموعتين من الأطفال أو من البشر ، ونقوم مثلاً بإعطاء الدواء الحقيقى لمجموعة والمجموعة الاخرى تتناول ما يسمى "البلاسيبو" (Placebo) .
ومن المفترض ألا يكون الطبيب على علم بذلك ، وبعد فترة يتم تبديل الأدوية بين المجموعتين بحيث يتعرض المريض للمنتج الحقيقى والمنتج المصطنع ، فوجدوا أن الطبيب عندما يقوم بالإيحاء للمريض بتناول دواء معين ويعده بالشفاء والتحسن والتطور فيقوم على إثر ذلك إعتقاد المريض وذويه بالتحسن نتيجة هذا الدواء حتى لو كان السبب فى الشفاء عامل اخر غير معلوم ،
وكذلك الحال فى موضوع الأوميجا ؛ ولقد لا حظت ذلك بنفسى من خلال جروبات الفيس بوك كقول احدى الأمهات " هاتيله بس أوميجا 3 " وكأن الأوميجا 3 حّلال المشاكل !
 ولقد أثبتت الادلة العلمية أن الأوميجا التى تم تحضريها مخصوص كزيت مُركز ليس لها أى تأثير بل على العكس تؤدى إلى نتائج سلبية ، وتلك هى قضية الأوميجا 3 !!! .
دمتم بخير
وإلى لقاء فى الحلقة القادمة ،،،

الكلمات الدلالية :

الأوميجا 3       كبد الحوت      أوميجا ثرى      omega      فوائد      أضرار        زيت الزيتون     بذر الكتان      sul omate       سول أوميت فول الصويا         علاج التوحد     فرط الحركة       تأخر الكلام      البلاسيبو           Placebo          أدوية التوحد      

تعليقات

المشاركات الشائعة